موضوع: ديبجو فيلاسكيز الإثنين مايو 16, 2011 12:28 am
ولد ديبجو فيلاسكيز الفنان العالمي أستاذ الواقعية البصرية في نهاية القرن السادس عشر للميلادي وبالتحديد في عام 1599 في مدينة سيفيل في ( اشبيليا) بجنوبغرب أسبانيا وهو برتغالي الاصل أسباني المولد فعد سنوات قليلة من مولده وبسب موهبت لفذه أصبح فيلاسكيز رسام البلاط الملكي في أسبانيا فاقترب من حياة الملوك والامراء وظل لفترة طويلة من عمره يرسم ابطال الاساطي وحياة الملوك والامراء واسرهم ولكنه في نفس الوقت كان دائم التأمل في جماليات الطبيعة يحاول فهم أسرارها إلى جانب شغفه بتأم البشر كجزءمن الطبيعة فكانت نظرات عينيه تتفحص الوجوه وتلاحظ التعبيرات المختلفة وتختزن كل تلك لمشاهدات لحين قدوم لحظه تسجيل تلك المشاهد في رسوم عديدة ومتنوعه معتمداً في ذلك على مهاراته المختلفة ودقته المتناهية في تأمل الأشياء . حدث ذات مرة أن ثبت الفنان فيلاسكيز عينيه على تعابير وجه أحد سقات الحدائق المنتشرة في مدينته وكان هذا الساقي تحديداً صاحب ملامح صارمة معروفه لغالبية سكان المدينه نظراً لكونه ليس من سكان المدينه ، بل قادماًَ من مدينة كورسيكا واعجبت ملامح هذا الرجل الفنان فيلاسكيز فخلدها في لوحته لشهيرة بائع لماء التي كانت من أسباب شهرته بعد مماته بأكثر من مائة عام حيث لم يكن معروفاً في اسبانيا غيره من الفنانين في اسبانيا وقد ذاع صيته وعرفت اعمال بعد دخول جنود نابليوناىاسبانيا كغزاه بعد وفاته بقر ونصف القرن وظل فيلاسكيز معروفا ف لوسط الفني الملي باستقلاليه وثقته المتناهيه في نفس وكامته وهو لم يمجد شيئا في حياته فلم يمجد الارض كما فعل روبنز ولم يمجدالفردوس مثل الجريكو وهو ايضا لم يزيف نفسه ولم لوحاته ولا شيئا اخر فهو لا يحب ولا يكره ولا حتى لديه تعليق او لاحظ الضمنيه من وراء ستار فظل يقسم ولاءه دائما مابين الحقائق التي يراها واقعيه امام عينيه وبين متطلبات التصوير ازيت حيث اخفى نفه تماما خلف اعمله فهو اذن فنان ل شخصي وتلك كانت شخصيته . ويؤكد النقاد والمؤرخون أن فيلاسكيز يعبر علامة فارقة في مجال الفن التشكيلي فد أحدث ثوره حقيقة في تاريخ الفن الأوروبي وفتح طريقاً جديداً عى رؤيته فأكد بعمق عى قيمة التصوير في حد ذاته محولاً اياه الى فن بصري فكانت عماله سبباً مباشراً في إلهام الفنان العالمي بيكاسو الذي بهرته لوحته عائلة الملك فيليب الرابع فأعاد صياغتها بأسلوب تكعيبي مبسط وأعاد رسمها عدة مرات بألوان وأساليب مخلفة وتقنيات متنوعة وقد شرع فيلاسكيز في التصوير الواقعي باستعمال النماذج الدقيقة والمعدة مع استعمال الضوء العنيف والمتضاد ليعطي الاشكال صفة الصلابة النحتية معتمداً على مهاراته في توزيع الضوء في مستويات متناوبة بعد قيامه بتشكيل وحدة العناصر سواء من اشخاص وارضيات وخلافه للوصول إلى البناء الفني المتكامل بصرياً ولعل من أشهر لوحات فيلاسكيز لوحته المسماة خرفة أراخني ويطلق عليها الغالبية مسمى لوحة الغزلان وهي أصلاً مستوحاة من قصة من الاساطر القديمة عن فتاة طيبة تسمى أراخني تجيد فن الغزل على النول وتمضي قصة الصراع بين الخير والشر التي جسدها الفنان بمنتهى العبقرية حيث استطاع ان يمزج المساحات بالضوء بينما تظل الالوان في درجاتها المعتمة في الامام مما ساعد على اظهار مشهد الخلفية حيث سطوع الضوء ولا شك أن براعة فيلاسكيز في توزيع الضوء وجهت أنظارنا إلى جمال تركيب التكوين وتوزيع الغامق والفاتح فنرى المرأه في يمين اللوحة أكثر اضاءة ( في لوحة الغزلان ) من المرأة العجوز في يسار اللوحة ولذلك أيضاً دلالة سيكلوجية تدخل في صلب قصة الاسطوة وقد تحكم فيلاسكيز بوعين كبير ف مدى جذب عين المشاهد فنلاحظ مثلاً لاقة البقعة اللونية الدائرية في أعلى اللوحات بعجلة دولاب الغزل كما نلاحظ درجة ميلان الفتاة أراخني بجسمها إلى اليمين وانحناءة المرأة الواقفة التي تطل على المراة العجوز التي تعمل على نول النسيج وكأنها قادمة فعلاً من خارج اللوحة لترى محتواها . وكان هذا التنوع الخطي واللوني من أسباب جماليات هذه اللوحة التي لا تظاها وسبباً مباشراً في اعطاء اشارة البدء لميلاد المدارس الفنية الحديثة التي ظهر في النصف الاخير من القرن التاسع عشر .