يدخلنا فيلم «شعر» في أتون صراع اليوم بين منظومة أصالة القيم والتقاليد والعادات والأعراف المتوارثة، وبين قيم عالم اليوم الاستهلاكية الفردية،
وتمحور هذا الصراع في مرحلة عمرية حرجة وسط مجتمع اضطربت فيه القيم، ولم يعد من ملجأ سوى الهروب إلى مجازات الشعر وعوالمه لكسر حدية السلبية في الحياة، وهو ما يقترحه الفيلم، لكن الواقع دائماً سينتصر. تدور الأحداث لتحكي قصة سيدة تبلغ الـ65 من العمر تدعى «ميجا» تعيش في قرية مع حفيدها الطالب بعد طلاق ابنتها وذهابها للعمل في المدينة، و تعتني برجل مسن مشلول, تقودها المصادفة إلى حضور دروس في الشعر، وهو ما سيشكل تغيراً جذرياً في إدراك العالم, فتبدأ بالبحث عن الجمال في عالمها الذي لم تعره اهتماماً قبل ذلك، لكنها تواجه بصدمتين، الأولى أنها مصابة بمرض النسيان «الزهايمر» وهو ما جعل متعة كتابة أشعارها تتحول إلى عذاب للعثور على الكلمات، والصدمة الثانية التي ترسم ملامح نهايتها هي انتحار تلميذة زميلة لحفيدها، و اكتشافها أن حفيدها الذي تتكفل بتربيته متورط في عملية اغتصاب جماعية كانت ضحيتها التلميذة التي انتحرت إثر ما حدث. وهنا يقترح أهالي التلاميذ المشاركين في الجريمة أن يدفعوا مبلغاً من المال لأهل الضحية مقابل سكوتهم، فتذهب «ميجا» لمقابلة أم الفتاة، وهو ما سيرخي بظلاله على خطواتها اللاحقة، حيث ستؤمن المال بأسلوب رفضته سابقاً وهو أن تمارس الجنس مع عجوز مشلول تعتني به، وحين يعتقل حفيدها بعد افتضاح أمر الحادثة تكون النهاية بمشهد يعرض لأستاذ يقرأ على تلاميذه قصيدة كتبتها «ميجا» قبل أن تنتحر بأن تلقي بنفسها في جدول الماء كما فعلت الفتاة، ليتركنا المخرج مع مشاهد جريان الماء وتطهر «ميجا» الشعري .