admin Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 08/05/2011
| موضوع: علم الأساطير المقارن - ماكس مولر الإثنين نوفمبر 25, 2013 7:53 am | |
| في خضم انهماك مولر في الدراسات اللغوية والدينية المقارنة، كان لابد من أن يولي اهتماماً خاصاً بالأساطير، وتُعدُّ مقالاته على هذا الصعيد أكثرها إغراءً بالقراءة، فقد وجدها بالتحليل شكلاً من أشكال الوعي بالظواهر الطبيعية، أو نوعاً من العلم البدائي في سياق تطور البشرية ثقافياً. كما كان قريباً من أفكار تشارلز داروين فيما يتعلق بتطور الثقافات، وهو يرى أن الآلهة في البداية قد دخلت ميدان الفعل والتأثير في البشر مفهومات مجردة، تبادل معها الإنسان الأفكار أو عبّر عن رأيه أمامها، لكنها لم تُشَخَّص إلا لاحقاً. وهكذا ظهر لـ«الإله ـ الأب» الهندي ـ الجرماني أسماء مختلفة: زيوس Zeus، جوبيتر Jupiter، دياوس بيتا Dyaus Pita. إلا أنه من الممكن الرجوع بهذه التسميات كلها إلى كلمة (دياوس) التي تعني «التجلي» أو «الإشعاع»؛ وهي تؤدي إلى: ديـڤا deva، ديوس deus، وذيوس theos بوصفها مصطلحات تشير إلى الإله وإلى الاسم المحدد: زيوس Zeus وجوبيتر Jupiter بمعنى (deus- pater) أي «الإله ـ الأب»، وقد كان لهذا التصور تأثيره في فلسفة نيتشه لاحقاً. حول أصل الأسطورة و كونها نشأت ممّا أسماه "خديعة اللغة" وضعها بعد دراسات مطوّلة عن الأديان و اللغة السنسكريتية الهندية , مؤدّاها أنّ أصول الآلهة إنّما هي من تكرار وصف الطبيعة الأحداث الطبيعية بكلمات تحوّلت فيما بعد إلى أسماء بحدّ ذاتها للآلهة المسؤولة عن هذه الأفعال , و للأمر علاقة وثيقة بالبنية اللغوية للغات الهندية . ما كان لغويّاً نسبيّاً , اكتسب صفة المطلق الإلهي , المصطلح ذاته اكتسب قداسته و أصبح معيار قداسة سواه , و مرجعيّة نفسه . هذه الظاهرة تلمّح لظواهر أخرى , قد لا تكون بلغت مبلغ الأديان , ولكنّها تشير إلى ظاهرة مشابهة , حين يُعزل مصطلح ما عن تاريخه و أصله , و تصبح معياريّته من ذاته , و لا يكتفي بأن يكتسب صيغة المطلق و إنّما يصبح غيره هو النسبيّ الذي يُقاس إليه , إنّنا أمام مصطلحات إلهيّة تستوعب البشر ضمن فضائها و مرجعيّتها المطلقة , وضعها البشر أساساً لوصف أفعال أرضيّة تتمّ داخل فضائهم الخاصّ و مرجعيّاتهم السابقة على نشوئها . بالنظر لمصطلحات مثل "المقاومة" أو "الديمقراطية" أو "الثورة" حتى , و غير ذلك , يمكن أن نرى بجلاء ظاهرة مشابهة لنشوء الديانات القديمة التي درسها مولر , حيث يصبح الشعار بحدّ ذاته مطلقاً و كافياً لكسر أيّ منظومة أخلاقيّة أخرى يمكن أن تعارضه , و يصبح استخدام الشعار المقدّس - المقاومة مثلاً - مبرّراً أكثر من مقنع لدى أصحابه لتجاوز أيّ شعار كان يتضمّنه هذا الشعار نفسه ليبرّر وجوده في أوّله , فقد أصبح للمصطلح في أذهانهم حياته و قداسته المنفصلة و المستقلّة عن أيّ مضمون آخر , حتى لو خالف هذا الشعار منطلقاته و انقلب عليها , و تحوّل من شعار لفعل أخلاقي إلى أداة للجريمة و اللاأخلاقية , فهذا لا قيمة له في عقليّة مقدّسي المصطلحات هؤلاء , لأنّ الشعار قداسته من داخله لا من خارجه . - الكود:
-
http://www.4shared.com/office/1lIw80Er/Essai_de_mythologie_compare_-_.html Nouvelles études de mythologie - Max Müller - الكود:
-
http://www.4shared.com/office/3P9RaUrI/Nouvelles_tudes_de_mythologie_.html | |
|