يتناول دوتي في هذه الدراسة ظاهرة تقديس الأولياء في المنطقة المغاربية، ويعرض دوتي لهذه الظاهرة متسائلا، ومفسرا أسباب انتشارها في البيئة المغاربية المسلمة لدى العامة.
ويعالج هذه القضايا في مقدمة عن مفارقة البساطة و التعقيد في الدين الإسلامي “التوحيدي”، وتقديس الأولياء ومفهوم الشرك في الإسلام، والبحث عن الوسيط بين الإنسان و الله عبر الولاية (انظر ص.345)، ورصد مظاهر تقديس الأولياء في المنطقة المغاربية، ومنح تفسيرات لتجذر ظاهرة تقديس الأولياء باستحضار فرضيات م.لابي و كولدزهير، وتأصل ظاهرة تقديس الأولياء لدى الأمازيغ، واختلاف أشكال وتمظهرات تقديس الأولياء عبر المناطق، والأثر الروحي و السياسي لتواجد الولي في منطقة معينة، ثم الخاتمة.
ويستحضر دوتي وجهة نظر م. لابي الفلسفية، بأن تقديس الأولياء راجع بالضرورة إلى ذلك الإحساس الديني الذي يدفع العامة إلى” تصور الله و تخيله كما يحبون.. إنه انتقام القلب و الخيال من التجريد التوحيدي”ص.353. وقريب من هذا المنوال يرى العالم الهنغاري كولدزيهر بأن الأصل في تقديس الأولياء بشمال أفريقيا نابع من تقديس ضمني سابق لدى الأمازيغ للسحرة قبل الإسلام, إذ كانوا يعتبرون أصحاب نبوءات و كهنة دين أيضا.ص. 353، وهذا المعنى سوف نجده مطورا أكثر في كتاب “الدين والسحر في إفريقيا الشمالية”.
واعتمد دوتي كتبا مهمة حول المغرب مثل أعمال مولييراس، ودولامارتينيير، ودولاكروا، ودوفوكو. ويشير أيضا أن هذا العمل غير مكتمل لأنه مازال يحتاج إلى مصادر مكتوبة بالعربية، وكذلك إلى الملاحظة والمعطيات الشفوية، ويطرح سؤالا هاما عن قيمة الشهادات التي نعتمدها من وجهة نظر التاريخ الديني فقط. وهذا النضج التوثيقي كان قريبا من أعين المدرسة الدوركهايمية، التي ستحتفي بكتابه “السحر والدين” ولذلك كان يذكر مصادره بدقة كما في المقال الذي بين أيدينا.
- الكود:
-
http://www.4shared.com/office/QNBfDOGk/les_marabouts__Edmond_Doutt.html