كتب السيد عبد الرحيم الورديغي في كتابه؛ فاس في عهد الاستعمار الفرنسي 1912-1956 ملامح من مدينة فاس أصولها.. تغيراتها.. حالاتها الاجتماعية والسياسية. الطبعة الاولى 1992 ما يلي:
يقول في الصفحة 7: » تأسست مدينة فاس في بداية القرن التاسع الميلادي في عهد إدريس الأول حفيد سيدنا على ابن أبي طالب و سيدتنا فاطمة بنت النبي« . وفي الصفحة 11 نقرأ : » فالمراد اليوم أن تكون فاسيا… ولكنك تعيش على منتوجات البادية.. رهيف الإحساس، إذن مناصرا للملكية وزبونا لها ومتمتعا بامتيازاتها «
وفي الصفحة16 نقرا : »وينص عقد فاس—عقدة الحماية ـ على أن تحمي فرنسا الدين الإسلامي وأن تحترم الهالة التقليدية للسلطان فتتعهد فرنسا بأن تعمل على مساندة صاحب الجلالة الشريفة ضد كل خطر يهدف شخصه أو عرشه أو يمس بسلامة دولته « .
وفي الصفحة 18 نقرا: »فكان من عمله ـ إي ليوطي ـ تغيير شخصية السلطان الذي لم تكن له سلطة… ولهذا قرر ليوطي نزع السلطان مولاي عبد الحفيظ عن العرش… بعد هياج القبائل البربرية.. وعوض بشقيقه مولاي يوسف الذي كان يسكن في الرباط بحي بوقرون. ولهذا كان مولاي يوسف أقل ثقافة وأقل ذكاء من شقيقه مولاي عبد الحفيظ وأقل طامع في الحكم المطلق.فاستخدمه الفرنسيون في أوائل عهده ضد الباشا المدني الجلاوي وفي آخر عهده سنة 1925 بفاس ضد ثورة محمد بنعبد الكريم الخطابي الريفي. فما بين سنة 1913 وهو تاريخ وصول ليوطي إلى المغرب وسنة 1925 ،طفق ليوطي ينجز إصلاحات قل نظيرها في المغرب العتيق، فقد هدأ القبائل… ثم خلق جيشا مغربيا… وأنشأ العلم المغربي من اللون الأحمر والنجمة الخضراء وطبق لحن النشيد الوطني المغربي الحالي ووضع الهاتف لصالح الاستعلامات …
ولما فتح ليوطي أبواب التعليم من الابتدائي إلى معهد الدراسات العليا الخاصة بالمغاربة أكانوا مسلمين أم يهودا، هرع الفاسيون الأولون في المغرب رغم دعاية بعض المسلمين على تفرنس وتمسيح أبناء المغاربة ليكونوا في مقدمة المتعلمين المثقفين وليصبحوا في مقدمة التجارة والفلاحة بالمغرب…
أما الشعب الفاسي فقد كان يتعشق ويتحبب لليوطي، فهاكم ذكرى مسجلة بفاس على حساب ليوطي حيث أصابه داء الكبد… وفد عليه الفاسيون في شكل جيش عرمرم من أعيان و علماء وشرفاء وأئمة فاس،حاملين بعضهم أعلاما ورايات مختلفة الألوان، فاصطفوا تحت نوافذ غرفة المريض العليل، وهم يذكرون اللطيف، وهو الدعاء الذي ينادى به أمام تهديدات خطيرة. فلأول مرة… أقيمت صلاة الدعاء لله سبحانه وتعالى عسى أن يشفى المريض الغير المسلم... لكن اليوطي بصفته نصرانيا أجاب بأنه سيذهب أولا إلى الكنيسة، ثم وعد بأنه سيزور مولاي إدريس… وحدث ما وعد به … فوضع قدما داخل الحرم، وترك القدم الآخر خارجه..
كذلك عندما أقيل ليوطي سنة 1925 .. بسبب عدم استعمال القوة للقضاء على ثورة الريف، وقعت ضجة نفسانية وسط الأوساط الفاسية المحظوظة، لأنها كانت تتخوف من مغبة استيلاء الريفيين على مدينة فاس…
لذا ذكر احد رؤساء الزوايا باسم مسلمي فاس بقوله: » لقد أثرت على حياة أجدادنا عظمة مولاي إدريس، وستبقى لنا يا ليوطي أنت حماية لمدينتنا ورمز صفاوتنا الدينية، لكن أبناءنا سيؤرخون تاريخهم ابتداء من ليوطي، باني المغرب الجديد… «
ونقرا كذلك في الفصل الرابع تحت عنوان : ”فاس في مهب الحرب الريفية“، الصفحة 27 : » هبت ريح حرب الريف على فاس، وبطلها محمد بن عبد الكريم الخطابي، رجل قاضٍ وصحافي بمدينة مليلية المحتلة. فتقدمت الجيوش الريفية ما بين 1925 و 1926 إلى نواحي مدينة فاس باحتواء قبيلة بني زروال، فاستقرت على بعد 40 كيلومتر، انتظار إشارة قيادتها لغزو فاس وطرد الفرنسيين منها. لكن ليوطي بمساندة المخزن الشريف والعلماء والشرفاء والتجار الفاسيين نجح في ترهيب وتجميد تقدم القوات الريفية التي انتظمت في صفة دولة جمهورية بحدودها مطالبة باعترافها لدى هيئة الأمم بجنيف......
- الكود:
-
http://archive.org/download/fes-isti3mar-fr/fes-isti3mar.pdf