تتلخص سيرة الفنان ناجي العلي بأنه كان قاضي تحقيق سياسي، عينه الفقراء والمشردون نيابة عنهم للتحقيق في أحوال البلاد وتصرفات العباد. وهو هنا يذكرنا هذه الأيام بقاضي التحقيق كينيث ستار في فضيحة مونيكا-كلينتون.
فالعلي كان محققاً ينشر تحقيقاته صباح كل يوم على صفحات الصحف بالأبيض والأسود إلى أن انتهى بالتحقيق في فضيحة رشيدة مهران وعلاقتها بكبار زعماء منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1987، ونشر نتيجة تحقيقه على شكل كاريكاتير قال مئات الصفحات. كذلك فعل القاضي ستار الذي نشر نتيجة تحقيقه في أكثر من أربعمائة صفحة، وقرأها مئات الملايين من الناس على شاشات "الإنترنت".
فأين ناجي العلي الآن..؟
وأين كينيث ستار..؟
إن هذين الموقفين يلخصان مأساة ناجي العلي ومأساة الأمة التي انتمى إليها. مأساته أنه عاش في أمة مازالت تفكر وتحكم وتتصرف وتعيش في مضارب خيام الماضي البعيد، رغم كل ما يحيط بها من قشور ومظاهر الحياة الحديثة، وامتطى ريشة في ميادين سباقها المليئة بالألغام والحفر والمطبات والمصائد، ورغم كل هذا فعل ما فعل. ومن هنا جاءت فرادة العلي وندرته الفنية التي لم نشهد لها مثيلاً سابقاً في الثقافة العربية.
هذا هو ناجي العلي الذي يروي هذا الكتاب سيرته ومسيرته التي دامت أكثر من ربع قرن من الإبداع والعطاء، وسيرة أكثر من نصف قرن من الشتات والجوع والشقاء.
- الكود:
-
http://books.google.ch/books?id=G3v3Icad1KYC&printsec=frontcover&dq=%D9%86%D8%A7%D8%AC%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%8A&hl=it&ei=j0h6TJz8D9KYONr70KAG&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=6&ved=0CD8Q6AEwBQ