الكتاب يقع فى 181 صفحة وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التى كتبها المفكر المصرى الراحل محمد النويهى فى سبعينات القرن الماضى، ويقول الكاتب عن عمله "لكى نحقق الثورة الثقافية المنشودة لابد لنا من أن ندخل تغييرا جذريا على فهم الناس لماهية الدين ودوره ومدى سلطانه باعتباره حجرا عثرة فى سبيل التقدم الإنسانى، وأن هذا ينطبق بنوع خاص على الأديان التى تسمى نفسها الأديان السماوية، وهذا ناشئ فى أساسه من محض اعتقاد كل منها أنه منزل من عند الله، فهو كلمة الحق النهائية التى لا تحتمل تبديلا ولا تقبل جدلا، لكن الذى ضاعف الخطب هو أن كلا منها نشأت فيه طبقة كهنوتية ادعت أن الدين الذى تمثله هو المصدر الوحيد للأحكام، لأن الذات الإلهية هى المنبع الوحيد للشرع أو القانون، فالله هو المشرع الوحيد وكان هذا مقدمة لأدعائها أنها هى وحدها التى يجب أن يوكل إليها الحكم فى كل الأمور، كما أن رجال الدين يعارضون دائما كل تجديد فى الفكر والمجتمع ويسعون فى محاربته ويسمونه بدعة".
ويضيف "فى كل الأقطار العربية جميعا، سواء منها ما ظل تحت الحكم الرجعى وما صار إلى حكم ثورى، لا يزالون يستخدمون سلطان الدين فى تعزيز الرجعية الفكرية ومحاربة الفكر الجديد، ومعارضة دعوات التغيير الاجتماعى، أى أنهم لا يزالون يتخذون الدين وسيلة للتجميد والتحجير لا للتجديد والتغيير، فالأعوام الماضية شهدت معارضتهم ومصادرتهم لعدد من الكتب التى تعرض آراء تخالف الآراء الرائجة فى بعض مسائل الدين لهذه الإشكاليات وغيرها تكمن أهمية الكتاب الذى يفند مزاعم ماهو سماوى ويسعى لتحقيق انطلاقة حقيقية لوعينا الدينى".
الكتاب يحوى ستة فصول وهى "إلى الثورة الفكرية، والدين وحرية الفكر، والأخلاق وحرية الفكر، والوطنية وحرية الفكر، وحرية الفكر وحرية العمل، ونحو ثورة فى الفكر الدينى".
جدير بالذكر أن الدكتور "محمد النويهى" ناقد ومفكر، له عدة إصدارات من بينها ثقافة "الناقد الأدبى"، و"شخصية بشار"، و"نفسية أبى نواس"، و"الاتجاهات الشعرية فى السودان"، و"طبيعة الفن ومسئولية الفنان"، و"قضية الشعر الجديد"، و"الشعر الجاهلى.. منهج فى دراسته وتقويمه".
http://www.4shared.com/document/bTkSuq45/_____-__.html