انتشرت العلوم الاجتماعية في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً وزاد الاهتمام بها في مختلف المجالات كما ازداد التخصص في ميادينها في الكليات والمعاهد وأصبحت تتفرع إلى علوم شتى تتفق في أنها تتناول مظاهر النشاط المختلفة التي تصدر عن الإنسان كفرد أو كمجموعة وتتخذ من المنهج العلمي أسلوباً للبحث والدراسة كما تتضافر جميعاً في خدمة الإنسان.
والمعروف أن من إلزام الشروط لاطراد المتقدم في أي حقل من حقول العلم توافر مصطلحات دقيقة كافية في ذلك الحقل يتفق على مدلولاتها معظم المشتغلين به، وإلا تعددت المصطلحات للمفهوم الواحد وأدى ذلك إلى بلبلة الكتاب والقراء وعرقلة التقدم المطرد في ميدان الإنتاج العلمي.
ونظراً لاشتغال المؤلف مدة طويلة بتدريس العلوم الاجتماعية واشتراكه في كثير من المؤتمرات التي تناولت البحث في هذه العلوم وقيامه فعلاً بوضع كثير من المصطلحات الاجتماعية بتكليف من أمانة جامعة الدول العربية وغيرها من المؤسسات القومية، لذلك كله وشعوراً بالواجب الثقافي والقومي أقدم المؤلف على إنجاز هذا المعجم مستعيناً بما توافر لديه من مواد وما استطاع حصره من مراجع ومعاجم عامة ومتخصصة في ميادين العلوم الاجتماعية.
وقد بدأ المؤلف في طريقة العمل بحصر العلوم الاجتماعية الأساسية واعتمد في ذلك على التصنيف العشري العالمي للعلوم الاجتماعي الذي أصدره الاتحاد الدولي للتوثيق. ثم انتقل إلى حصر المصادر الاجتماعية، معتمداً على بعض قواميس العلوم الاجتماعية الإنجليزية وكذلك على الفهارس الأبجدية للمصطلحات الواردة في كثير من الكتب التي تبحث في العلوم الاجتماعية، مراعياً في اختيار المصطلحات والاعتبارات الآتية: أولاً: اقتصر على توضيح الحد الأدنى للمصطلحات الأساسية المستخدمة في هذه العلوم التي يمكن أن تعاون في تطوير العلم وخدمة قضايا التقدم الاجتماعي دون التعرض للمصطلحات الشديدة التخصص.
ثانياً: راعى من المصطلحات التي اختارها من العلوم الاجتماعية أن تكون من المصطلحات التي يقابلها غالباً الطالب الباحث في هذه العلوم وأن تكون ذات أهمية لفهم الفروض والحقائق الأساسية وتوضيح وجهة نظر هذا العلم عن طريق مقارنة الدلالات المختلفة للمصطلح. ثالثاً: استبعد الكلمات ذات النطاق المحدود التي ابتكرها أحد الباحثين ولم تصادف انتشاراً. رابعاً: استبعد المصطلحات الخاصة بشعائر دينية، أو نظم سياسية ذات نطاق محدود.
http://www.mediafire.com/?l6a8gf4potr84y3