أداة بحث إنترنتي تتيح رؤية أجزاء الجسم البشري المجسمة

أداة بحث إنترنتي جديدة.. تتيح رؤية أجزاء الجسم البشري المجسمة
تدقق في التفاصيل وتعرض المخططات البيانية الثلاثية الأبعاد



ثمة أداة جديدة تتيح للأشخاص التعمق في رؤية ما في داخل الجسم البشري عن كثب، وبالكثير من التفاصيل.

وقد أطلقت مؤخرا أول أداة ثلاثية تفاعلية الأبعاد، للبحث في الجسم البشري تتيح الكشف على تشريح جسم الإنسان والتجول داخله، سواء كان ذكرا أم أنثى، وبأدق التفاصيل، ابتداء من العضلات والعضلات العميقة، وصولا إلى الأعصاب والشرايين والأوعية الدموية والعظام. وطورت هذه الأداة الجديدة التي تدعى «خرائط الجسم البشري» BodyMaps من قبل «هارتلاين نيتوركس» Healthline Networks، وهي شركة تقدم المعلومات الطبية للمستهلكين على الشبكة، ومن قبل «جي إي هيلثي إماجينيشن»، وهي منصة مقرها الشبكة أيضا، التي تقوم بالتشارك والترويج للمشاريع التي تركز على صحة المستهلك، كالتطبيقات وكيفية عرض الفيديوهات.

* خرائط الجسم البشري

* و«خرائط الجسم البشري» هي أداة استهلاكية جرى تطويرها لتثقيف المستخدم حول الأحوال الصحية والعلل الطبية. وفي مركز صفحة هذه الأداة، هنالك صورة ثلاثية الأبعاد للجسم البشري. وإلى اليسار منها هنالك أيضا معلومات نصية عن مقطع الجسم الذي جرى عرضه وإبرازه. وعندما يقوم المستخدم بتغطية النص بواسطة الماوس، يتم إبراز، أو تسليط الضوء على ذلك المقطع من الجسم، والعكس بالعكس بالنسبة إلى وضع الماوس فوق الصورة. وفي الأسفل هناك جهاز يتيح تدوير الجسم بمقدار 360 درجة. وتتميز الصفحة أيضا بوجود فيديوهات، ونصائح، وإرشادات، للحفاظ على الصحة والجسم السليم، مع معلومات عن الأعراض، والحالات، مع تعريف لمقطع الجسم الظاهر في الصورة. ويمكن للمستخدم اختيار منطقة بالجسم لاكتشافها عن طريق النقر على النص، أو الصورة، أو عن طريق استخدام أداة بحث. واختيار الكتفين مثلا من شأنه عرض صورة واضحة جلية جدا ثلاثية الأبعاد لمقطع الكتفين هذين، بدءا من مستوى الجلد، مع خيار النقر للوصول إلى العضلات، والأعصاب، والأوعية الدموية، والعظام. ولدى اختيار العضلة الدالية مثلا، يبرز تعريف أو إيضاح، في حين يجري التظليل على العضلات الباقية. وخيار قراءة المزيد من شأنه توفير شرح ووصف مطول للعضلات، بما في ذلك الجروح الشائعة التي قد تتعرض لها وأسبابها وأعراضها.

كذلك هنالك لائحة تشريحية لكل جزء من الجسم البشري التي يرغب المستخدم أن يطلع عليها، حتى القلب له رسم بمقطع عرضي، مع رسم بياني لتدفق الدم، بينما تظهر الركبة كل طبقة من الأنسجة الضامة (الرابطة).

و«خرائط الجسم البشري» هو تطبيق مباشر يمكن كشفه عن طريق أي متصفح، ولا يتطلب قيام المستخدم بتنزيل أي برنامج خاص بغية تشغيله. «فهذا ليس تجربة علمية»، كما يقول ويست شل رئيس «هيلثلاين نيتوركس» ومديرها التنفيذي، الذي أضاف في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو»: «لقد أسسنا هذا الأمر كمنتج بحثي لتثقيف المستهلك».

وتعمل «غوغل» على مشروع مشابه يدعى «غوغل بودي» الذي هو جزء من «مختبرات غوغل». وخلافا إلى «خرائط الجسم البشري» فإن هذا المشروع يتطلب مواصفات شبكة ثلاثية الأبعاد تدعى «ويب جي إل» لا يمكن استخدامها إلا من قبل متصفح «كروم». كما أنه ينقص الأخير ذلك المستوى من التفاصيل، سواء على صعيد الصور، أو المعلومات المتوفرة في «خرائط الجسم البشري».

لقد جرى تأسيس «خرائط الجسم البشري» عن طريق استخدام تصنيف «هيلثلاين» الذي هو قاعدة معلومات خاصة بالصحة والطب قامت هذه الشركة بقضاء 10 سنوات في جمعها وتصنيفها. وهي تربط السمات والجوانب المختلفة للمرض أو الحالة المعينة، إلى الأعراض التي لها علاقة بذلك، وكذلك سبل العلاج، واختصاصات الأطباء، وحتى تكلفة وفواتير التأمين الصحي. وعندما يقوم أحد المستخدمين بعملية بحث، تظهر أمامه جميع المعلومات ذات الصلة. ولإنتاج الرسوم والمخططات البيانية الثلاثية الأبعاد، استخدمت «هيلثلاين» و«جي إي هيلثي إماجينيشن» أكثر من 25 رسما توضيحيا طبيا للقيام بالرسومات، وبعد ذلك تشاركت مع «فيزيبل برودكشنز» لإنجاز النماذج الثلاثية الأبعاد، وبالتالي تطبيق تقنية التصنيف الحالي، وعملية البحث، والإبحار داخل صور الجسم البشري على هذه النماذج.

يقول شل إن أكثر المعلومات التي يجري الاطلاع عليها على «هيلثلاين دوت كوم» هي البيانات المرئية مثل الصور، والرسومات، والفيديوهات، والرسوم المتحركة. ويضيف «نقوم بتعزيز تجربة التعلم المرئي عن طريق جعل الجسم البشري بالأبعاد الثلاثة، هو منصة التجول والملاحة داخله».

الخطوة التالية للأداة الثلاثية الأبعاد الجديدة هذه هي جعلها متوفرة للأجهزة الجوالة واللوحية. وللقيام بذلك تشيد «هيلثلاين» التطبيق اللازم بصورة HTML 5، وهي لغة برمجة تدعم غالبية الأجهزة. ويتوقع شل أن تصبح خرائط الجسم البشري على المنصات الجوالة خلال سنة أو نصف سنة من الآن.

* تطويرات أفضل

* والنظام هذا رغم أنه الأول من نوعه لا يزال بحاجة إلى المزيد من العمل. فبعض التساؤلات التي تتعلق مثلا بالأمعاء الغليظة (القولون) لا تأتي بأي نتائج، كذلك الحال بالنسبة إلى بعض أقسام «اقرأ المزيد» عن منطقة الركبة مثلا التي لا تملك معلومات إضافية. كما أن اختيار «اقرأ المزيد» حول العضلة العضدية ذات الرأسين، يجعل المستخدم يرجع ثانية إلى قسم الذراعين.

وتتوقع الشركة تأمين القدرات الإضافية هذه في شهر يونيو (حزيران) الحالي، التي ستتيح للمستخدمين اكتشاف الرسوم والمخططات البيانية الثلاثية الأبعاد، وتطور الأمراض، وكيفية عمل الأدوية والعقاقير في الجسم، والإجراءات الطبية حتى لدى الإصابة بالجروح. ومن المقرر إطلاق 20 تصورا (سيناريو) مختلفا في البداية، يتبعها دائما المزيد من التصورات الجديدة. ومن التحسينات الإضافية المقررة إتاحة المجال أمام المستخدمين تحميل صورهم الطبية على النظام ومقارنتها مع المعلومات الموجودة على «خرائط الجسم البشري».

http://www.healthline.com/human-body-maps/