موضوع: الطريق الايرلندي السبت مايو 28, 2011 3:27 am
الطريق الايرلندي فيلم عن الخطيئة الأصلية للمرتزقة الذين يقاتلون في العراق غطى نطاق واسع من ممارسات الجيش الموازي أو الشركات الأمنية الخاصة، راسما صورة من الحياة والموت في العراق، منذ الأيام الأولى للحرب على العراق سافر عشرات الآلاف من الرجال المسلحين في قوافل من الشاحنات الصغيرة المتعددة الألوان والمجهزة بالمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية والصواريخ التي تطلق من على الكتف، متجهين إلى المنطقة الخضراء في بغداد لشن حرب وقائية مبنية على أسطورة حيث لا يوجد عدد كاف من القوات، رجال عديمي الضمير من الشركات الأمنية الخاصة يرتدون قمصان البولو والسترات الواقية من الرصاص ويغطي أجسادهم فسيفساء من الوشم لحماية كل من سفير الولايات المتحدة والجنرالات الأميركيين وكبار الشخصيات, مئات من الشركات تشكلت بين ليلة وضحاها مثل الفطر بعد عاصفة ممطرة مع بعض مجالس الإدارات والمكاتب الزجاجية التي هي أشبه بالعصابات المسلحة، شركات توظيف لمجموعة كبيرة من قدامى المحاربين ورجال شرطة الأدرينالين الحشاشين والهاربين من سباق الفئران والمفلسين والجشعين من غير الأسوياء المعتوهين الذين يقاتلون دون قواعد أو قوانين إلا ضمائرهم مع الإفلات من العقاب في إطار الشركات الخاصة وفي ظل الفراغ القانوني الذي كان سائدا حتى عام 2007 ولم يكن أي من القوانين السائدة ينطبق عليهم بدءا من القانون العراقي إلى قانون الولايات المتحدة مرورا بقانون القضاء العسكري الموحد واتفاقيات جنيف، ومن هنا فان استخدام كلمة مرتزقة كان دقيقا جدا لو نظرنا لاتفاقيات جنيف وتعريف كلمة المرتزقة: الناس الذين هم ليسوا جزءا من القوات المسلحة المشاركة في الصراع والدافع الرئيسي لهم هو المال.
الفيلم يركز على الجانب الإنساني من حكاية هذه الحرب المأساوية أكثر من أي وقت مضى ويكشف الحقائق وراء إطلاق العنان للخونة الساديين منشقي السلوك على الشعب العراقي من الشركات الأمنية الخاصة كناية عن المرتزقة الذين لم يكنوا أي احترام للشعب العراقي الذي جاء تتويجا لعشرات الحوادث المشينة ضمن خط الفشل العسكري في توظيف هذه البنادق المستأجرة الذي اصطدم مع واقع أيديولوجية غير معلنة أشعل غضب القيادة العسكرية في الأضرار التي لحقت مهمتها وهو مزيج من الإثارة والتآمر والمسائلة التي تقود إلى الدراما في قصة متعهد أمني خاص في العراق يرفض التفسير الرسمي لوفاة صديق له ويسعى لاكتشاف الحقيقة ابتداءا من تلك النقطة وحتى نهاية الفيلم مكتشفا مذبحة أخرى قام بها رجال تلك المؤسسة قتلوا خلالها العديد من الأبرياء العراقيين. الفيلم الذي أضيف في اللحظة الأخيرة لجدول مهرجان كان السينمائي لهذا العام للمخرج البريطاني كين لوش الفائز بالسعفة الذهبية للمهرجان عام 2006 عن فيلمه الريح التي تهز الشعير, سيناريو بول لافرتي الذي سبق وان قدم عدّة أعمال للمخرج لوتش وبطولة ستيفن لورد ومارك لوماك والممثلة - المغنية الأسبانية نجوى نمري وعنوان الفيلم مأخوذ من الرمز العسكري للطريق السريع الذي يربط المنطقة الخضراء بمطار بغداد الدولي.