شيرلي باسي مغنية بريطانية ويلزية شهيرة، ولدت عام 1937 وعرفت الشهرة منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وظلت، حتى الآن، محافظة على مكانتها كصاحبة أطول سجل فني من الأرقام القياسية والمبيعات (لأكثر من خمسين سنة). ولدت في كارديف من أبٍ ينحدر من أصولٍ نيجيرية وأم من أصولٍ انكليزية وكانت الطفلة السابعة والأخيرة لتلك العائلة الكادحة الكبيرة. وهناك، في ذلك الحي العمالي المجاور لرصيف بناء وتصليح السفن بدأت أولى بوادر موهبتها الفنية حين أخذت تشارك في فرق الإنشاد المحلية، ولم تكد تبلغ الخامسة عشرة من العمر حتى انخرطت في العمل في أحد المصانع القريبة مع استمرارها بالغناء في بعض الصالات والنوادي في الأماسي والعطلات. في عام 1953 وقعت أول عقد رسمي لها للغناء في عرض منوع متنقل، لكن أحد المنتجين لم يلبث أن وضعها عام 1955 على طريق الاحتراف الكامل عندما شاهد موهبتها وقرر أن يصنع منها نجمة، فأخذت تظهر في التلفزيون والمسارح وتوالت بعدها أغنياتها وألبوماتها: منذ ألبومها الفردي الأول “Burn My Candle” الذي ظهر عام 1956 وهي لما تزل في التاسعة عشرة من عمرها حتى آخر ألبوماتها الذي صدر عام 2009. في الستينات من القرن الماضي حققت باسي الكثير من النجاح والشهرة والمراكز المتقدمة في سباق الأغاني حتى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي دعاها لتغني في حفل تنصيبه. كما شاركت خلال تلك الحقبة بالغناء في عدد من أفلام سلسلة جيمس بوند الشهيرة وسجلت بعض الأغنيات باللغة الايطالية وأقامت العشرات من الحفلات الغنائية في أرجاء العالم لكنها، خلال الثمانينات، خصصت أغلب وقتها للأعمال الخيرية، رغم أنها لم تنقطع عن الغناء في العديد من المناسبات، كما سجلت عام 2003 قرصاً مدمجاً متميزاً بعنوان "شكراً على السنين" وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على دخولها عالم الفن. واعترافاً بإنجازاتها الكبيرة ومكانتها الفنية المرموقة منحتها الملكة اليزابيث الثانية عام 1999 لقب الفارسة كما منحتها الحومة الفرنسية أعلى أوسمتها اعترافا بشعبيتها وأهميتها في الحياة الثقافية الفرنسية. تنوعت الأساليب التي غنتها باسي يساعدها في ذلك صوتها القوي المعبر واختياراتها الموفقة لأغانيها وألحانها التي دفعت النقاد والمؤرخين الى عدّها أنجح مغنية في تاريخ بريطانيا عبر العصور.