عبير الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبير الروح

فى الغابة، تتخاصم الأشجار بأغصانها، لكنها تتعانق بجذورها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جوزفين بيكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 08/05/2011

جوزفين بيكر Empty
مُساهمةموضوع: جوزفين بيكر   جوزفين بيكر Emptyالإثنين أكتوبر 21, 2013 11:12 pm

جوزفين بيكر Josephine-Baker-9195959-2-402


جوزفين بيكر، هي من مواليد 3 يونيو 1906 في مدينة «سان لويس» بولاية ميسوري الأميركية. عرفت الفقر الشديد في سنوات طفولتها، وبدأت حياتها الفنية وهي في الثالثة عشرة مع فرقة من الراقصين «المغمورين»، لكنها أنهت حياتها كأحد أشهر «نجوم» الفن في القرن العشرين.

«فريدا جوزفين ماكدونالد»، وهذا هو اسمها الحقيقي، منذ خطواتها الأولى في مجتمع كانت العنصرية فيه على أوجها وحيث لم تكن تستهدف آنذاك «السود» فقط ذوي الأصول الإفريقية وإنما الذين لم تكن بشرتهم «ناصعة البياض» بحيث تدل على أصولهم الأوروبية «الصافية». وكانت «جوزفين» قد أخذت بعض الملامح «السمراء» من أمها «السوداء».

لكن جوزفين بيكر قد أثبتت نفسها كفنانة كبيرة، وليس في الولايات المتحدة الأميركية فقط، ولكن أيضا، وربما خاصة، في فرنسا التي جاءت إليها وعملت فيها لفترة طويلة في صالة «الفوليه بيرجير» الشهيرة التي تشكل إلى جانب «الطاحونة الحمراء» أحد معالم العاصمة الفرنسية باريس. كما عملت جوزفين أيضا في مسرح «الشانزيليزيه».

ومن الصفحات الجميلة هي تلك التي يتم الحديث فيها عن جوزفين بيكر الجاسوسة الفرنسية التي كان قد نظّمها ضابط فرنسي اسمه «ابتي» المسؤول آنذاك في مصلحة مكافحة الجاسوسية. ومن المعروف أن الأجهزة السرّية الغربية كلها كانت، وربما أنها لا تزال تلجأ إلى استخدام «الفنانات» الشهيرات من أجل الحصول بواسطتهن عن معلومات عن أولئك الذين يترددون عليهن. وكانت جوزفين «مكلّفة» بجمع المعلومات التي يسرّ لها بها سفيرا إيطاليا والبرتغال عن حركة الجيوش وسياسة بلديهما فيما يخص التحالفات الأوروبية، لاسيما مع النظام النازي في ألمانيا.

وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية توسّعت دائرة نشاطات جوزفين بيكر، إذ انتقلت إلى البرتغال برفقة الضابط الفرنسي «ابتي» نفسه الذي كان وظفها والذي رافقها على أساس أنه يعمل سكرتيرا معها. كانت تعمل آنذاك لصالح معسكر الجنرال ديجول وليس لحساب الحكومة الفرنسية، حكومة فيشي، التي تعاملت مع قوات الاحتلال. ولم تتردد في استخدام «النوطات» الموسيقية الخاصة بها كأوراق «رسائل» تحمل المعلومات المطلوب نقلها والمكتوبة بالحبر السرّي.

ولم تتردد جوزفين بيكر في عام 1944 أن تتطوع في سلاح الطيران بعد أن كانت قد حصلت على شهادة التأهيل لقيادة الطائرات، وتبوأت رتبة نقيب في الجيش. هكذا انخرطت في واقع الأمر بشكل جدي وفعال في صفوف مقاومة الاحتلال النازي لفرنسا، ومنذ الساعات الأولى لذلك الاحتلال. وفي شهر سبتمبر وجدت جوزفين بيكر دعوة من «المكتب الثاني» ء أي جهاز الاستخبارات الخارجية ء آنذاك لها للعمل معه، ذلك أنه كان بصدد البحث عن «عناصر» تسمح لهم حرفتهم بهامش حركة كبير وحرية الانتقال بحثا عن جمع المعلومات.

بعد تحرير باريس في شهر أغسطس من عام 1944 بدأت طريق العودة إلى فرنسا انطلاقا من الجزائر، حيث كانت، إلى وهران بالقطار ثم بالباخرة إلى ميناء مرسيليا الذي وصلته في شهر أكتوبر. ولم تدع فرصة أن تتجوّل بشارع الشانزيليزيه الشهير وهي بزي ضابط الطيران الذي منحه لها جيش فرنسا الحرّة بقيادة الجنرال ديغول. وبالطبع كان يتبعها حشد كبير من الصحافيين.

البعد المزدوج الذي اكتسبته شخصية جوزفين بيكر عبر جمعها، بنفس الدرجة من الحماس، بين حب الفن والنوازع الإنسانية. هكذا حرصت على أن تحيي الحفلات للجنود وفي المستشفيات للمرضى. كما أنها قامت بنفس النوع من النشاط في دورات خارج فرنسا قادتها إلى ألمانيا، ما بعد النازية، وبلجيكا وسويسرا، وفنلندة، والنرويج، والسويد والدانمارك.

و في هذا السياق إلى أن الدور المهم الذي لعبته جوزفين بيكر في صفوف المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي جرى الكشف عنه عام 1949 عبر كتاب ألّفه ذلك الذي جنّدها ورافقها طيلة الحرب «جاك ابتي»، ضابط الاستخبارات الخارجية الفرنسية آنذاك. عنوان الكتاب هو «الحرب السرية لجوزفين بيكر»

وقد تضمنّ رسالة موجهة لها من الجنرال شارل ديغول ومفعمة بالمشاعر الطيّبة. لكن المكافأة الحقيقية لما فعلته جوزفين خلال سنوات الحرب كانت يوم 18 أغسطس 1961 حيث منحتها رئاسة الجمهورية الفرنسية «وسام الشرف» الأكبر في فرنسا بالإضافة إلى «صليب الحرب ذي السعفة».

وبعد رحلة قصيرة إلى الولايات المتحدة عام 1948 واجهت جوزفين مصاعب بسبب لون بشرتها «الغامق»، قررت العودة إليها من جديد من خلال توقيعها عقد لإحياء احتفال كبير في ميامي. وقد طلبت أثناء المفاوضات ات يتضمن ذلك العقد بندا يؤكد على «عدم التمييز العنصري» مؤكدة أنها لن تظهر على المسرح إذا لم يتم قبول السود بين الحضور.

كان ذلك بمثابة «ثورة صغيرة» إذ لم تكن ميامي قد عرفت قبل ذلك إحياء أي فنان لحفل أو تظاهرة فنية أمام جمهور مختلط. كانت المفاوضات طويلة وصعبة ولكن الحفل جرى حسب شروطها في شهر يناير 1951. وفي شهر مارس انتقلت بـ «نفس الشروط» إلى نيويورك ثم بالتتالي إلى شيكاغو وبوسطن وهوليوود. وفي كل الأمكنة قال النقّاد المديح لجوزفين بيكر، التي أصبح يتم النظر إليها كـ «فنانة كاملة الحقوق» في أميركا، وكان ذلك هو أحد أحلامها. كان عمرها آنذاك 45 سنة.

وفي أميركا أيضا خاضت جوزفين معركة أخرى كان هدفها هو حصول السود على «حقوقهم المدنية» واندماجهم التام والشامل في النسيج الاجتماعي الأميركي. ولم تتردد آنذاك في أن تخرق جميع الحواجز التي كانت مفروضة ضد دخول السود إلى العديد من المطاعم والفنادق والمؤسسات التي كان من الممنوع «دخول السود والطلاب» إليها. وتدل الحادثة التالية على الأجواء التي عاشت فيها جوزفين معركتها تلك.

فذات يوم أرادت أن تتناول الطعام في «نادي ستروك» بنيويورك، لكن مدير ذلك النادي لم يكن يرغب بدخول «السود» إلى ناديه وكان يرفض الكثير منهم. مع ذلك دخلت جوزفين وجلست حول طاولة وطلبت بعض الأطعمة. ولكن لم يأت شيء منها. أدركت الموقف العنصري لمدير النادي فقررت رفع دعوى. واتصلت بالصحافي الشهير «والتر وينشل» الذي كان صديقا لمدير النادي، ومعروف عنه أنه كان يدافع عن الأقليات، وأخبرته بما جرى.

ولكنه لم يكتب حرفا عن ذلك، فبدأت بخوض حملة ضده واجهها باتهامها أنها تتحرك في إطار «مؤامرة شيوعية» وانها ساعدت الفاشي موسوليني. وانتهت تلك «المعركة» بإثبات «عدم مصداقية» الصحافي وينشل وخرجت جوزفين بيكر «منتصرة». وفي عام 1952 ذهبت إلى الأرجنتين على خلفية إعجابها بشخصية بيرون وألقت خطابا معاديا لأميركا. هذا ما تبعه منعها من دخول الولايات المتحدة، فردّت أن ذلك «مصدر شرف» لها.

ومن الجوانب التي يتم التأكيد عليها في شخصية جوزفين بيكر حبّها للأطفال. وقد قامت بتأسيس ما أسمته «قبيلة قوس قزح» لتبدأ بتبني أربعة أطفال «أسود وأبيض وأصفر وأحمر». وقررت أن تقدم لهم كل شيء «انتقاما من طفولتها البائسة». ولكنها لم تقتصر في الواقع على أربعة وإنما تبنّت اثني عشر طفلا من بينهم «كيو» الياباني و«كوفي» الإفريقي و«مارا» الفنزويلي و«إبراهيم» الجزائري، والذي أصبح اسمه «بريان» الذي قدّم فيما بعد كتابا عن ذكرياته مع «أمه جوزفين».

وعندما كانت جوزفين في السابعة والستين من عمرها عرفتها عدة مسارح أيضا، فرغم خفوت صوتها عرفت كيف تحافظ على قامتها الرشيقة. ويوم الثلاثاء 8 أبريل 1975 أحيت اليوم الأول من الاحتفال بالذكرى الخمسين لعملها الفني في باريس التي أحبتها منذ 50 سنة أيضا.

كان من بين الحضور الجنرال بواسيو، صهر ديغول، وصوفيا لورين وآلان ديلون وغريس كيلي، أميرة موناكو وضيفة الشرف يومذاك، ومشاهير آخرين. كان النجاح هائلا، وكررت العرض يوم الأربعاء. وبعد ظهر يوم الخميس خلدت إلى «قيلولة قصيرة» كعادتها، لكنها لم تكن «قصيرة» بل كانت «إلى الأبد».












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tousman.alafdal.net
 
جوزفين بيكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الروح :: الفنون :: موسيقى العالم :: الرقص-
انتقل الى: