عبير الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبير الروح

فى الغابة، تتخاصم الأشجار بأغصانها، لكنها تتعانق بجذورها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وظيفة السرير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tousman

tousman


عدد المساهمات : 650
تاريخ التسجيل : 08/05/2011

وظيفة السرير Empty
مُساهمةموضوع: وظيفة السرير   وظيفة السرير Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 3:38 am

قبل ان تصبح وظيفته النوم والاحلام والجنس، اتخذ السرير مهام اخرى، بعيدا عن شكله او فرشه او غطاءه او علوه وانخفاضه، فمن كتاب باسكال ديبي، "اتنولوجيا المخدع" نقدم هذا المقال، الذي يتحدث عن مفهوم السرير عند الرومان القدماء علما ان المؤلف قد تناول تاريخ السرير عند الفراعنة وغيرهم من الشعوب حيث مر على بلاد مابين النهرين وصولا الى الصين واليابان، وطبعا الاغريق وقد انتقينا موضوع "ثقافة السرير" وهو التالي:
يتألف الاثاث بالضرورة من الاسرّة، حيث كان الرومان ينامون، يقرؤون، يكتبون، ياكلون ويستقبلون؛ اسرة من جميع الانواع، الاكثر شيوعا من بينها، لم تكن مريحة، فهي مبنية من الحجر، ملصقة بالحائط، ومغطاة بفرشة من القش. بالاخص في الداموس domus من النمط البومبي الذي يبسط ويوضع حسب نظام محدد جدا بتنوع استثنائي للاسرة. ان الغالبية الكبرى هي اسرة مفردة، اسرة صغيرة بمقعد واحد، وهي مخصصة لتناول الطعام، اسرة بثلاثة مقاعد واحيانا بستة، عند اولئك الذين يفتشون عن استعراض ثروتهم، اسرة كانت اذن مسؤولة مع طاولات ملاصقة لها عن اثاث بيتي عظيم.
قبل التطرق الى غرفة النوم، كان الرومان قد ورثوا العادة اليونانية بالتمدد لتناول الطعام، لا بد ان نقول كلمة عن هذا السرير الثلاثي هو قطعة خاصة، تاخذ شكل ثلاثة اسرة موضوع بشكل U، وكل واحد (من هذه الاسرة) يستقبل ثلاثة ضيوف، الذين يسندون اكواعهم اليسار على وسادة مخصصة لهذا الامر ،وياخذون مواقعهم بحسب مقامهم. ان اسبقيات المائدة كانت مرعية بشكل دقيق في توزيع الاسرة حول تمثال القاعدة للطاولة التي تحمل صحون الطعام، ومقام الشرف كان
في وسط السرير. علينا ان نشير الى انه في بيوت الرومانيين القدماء لا يمكن تخيل مأدبة بدون سرير: ان وضعية الجلوس (على السرير؟) لم تكن معتادة الا في وجبات الطعام الاعتيادية جدا. في الصيف، يتعشى البومبايين في الهواء الطلق، حيث يفرشون اسرة واطئة في باحة الاعمدة او في الحديقة، اذا لم تكن موجودة اسرة مبنية.
فيما يخص السرير الثلاثي، ففي هيكل صغير كان يتولى الاراقات الضرورية لكل طبق، طقوس منزلية سوف نعود للحديث عنها.
الى جانب هذه الاسرة يجب ان نضيف كراسي الاستلقاء، والقيلولة النهارية، واسرّة المحادثة واخرى للقراءة في المكتبات. الى جانب كل هذه الاسرة كانت ترتبط، كما في الثلاثية ، طاولات من الرخام، البرونز، المعدن او الخشب. عند الحاجة كانت تتالف من فراش ريشي، قماش او سجادة، مغطاة بغطاء او بتلك الوسائد الشهيرة الخاصة بالمرفق، مشغولة لاسناد الكوع، لكي تسمح للشخص المتكئ ، بان يكون مرتاحا. ان مطابقة كورناي الشهيرة ( خذي مقعدا، سينا) ليست خاطئة بنظر روما، حيث المؤلف استوحى من قصة سينيكا، وعمل اسقاطا على اثاث هو بالحقيقة مميزا في اطار الحياة الخاصة.
لا بد ايضا من ذكر المقاعد، السلالم الصغيرة، شمعدانات، مجامر، صناديق واواني.
ان ثقافة السرير هذه، حتى لا نقول عبادة، ستتعدى جدران بيوت الداموس منذ اليوم الذي ينقل فيه الاثرياء المرضى في اسرتهم على سواعد عبيدهم وسيحتذى بهم الرومان "بصحة جيدة" والاثرياء بما يكفي لتكون سريرا محمولا على اكتاف ستة او ثمانية عبيد سوريين (!!!).
يجب تخيل شوارع روما في العصر الامبراطوري، المكتظة وهذه الاسرة الواسعة المبعثرة "حجارة براقة"- صفائح رقيقة من احجار مثل مرآة، قطع من الزجاج السميك بعض الشيء والاغبش الذي يسد احيانا الكوة في السرير. على هذه الاسرة، التي تشق طريقها بين الحشود، رجلا يتسلى او خاب امله من مشهد الشارع. سيدات البيت او ازواجهن كانوا معتادين بان يقمن بزيارتهن باستعمال الكرسي المحمول، عليها كانوا محملين جيدا ويمكنهم القراءة او الكتابة اثناء الانتقال. وسيلة النقل هذه قد تطورت، او بالاحرى هذه "المحركات النشيطة" استبدلت بفضل اختراع البردعة؛ السرير على نقالة كان يمكن ان يربط، معتمدا على كرسيه، ويجر العربة حيوانيين، حصان او بغل، الواحد وراء الاخر.
هذا التقدم التكنولوجي كان اساسيا، بحيث منه اشتقت كلمة "كرسي صغيرة"، التي سمحت باستبدال النقالات بسيارات التي بدات بالظهور مطلع القرون الوسطى.
- بومبي بالايطالية Pompeii مدينة رومانية كان يعيش فيها حوالي مئتي الف نسمة، اليوم لم يبق من المدينة الا اثارها القديمة، تقع المدينة على سفح جبل بركان فيزون الذي يرتفع 1،200 م عن سطح البحر بالقرب من خليج نابولي في ايطاليا واكن هذا البركان عندما ثار عام 79 ميلادية فطمر المدينة حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر، وقد اشتهرت ببيوتها حيث اصحابها من الميسورين عموما، وسميت domus لان صاحب الداتر كان يسمى dominus ، اما مواصفات هذا البيت فكان من طبقة واحدة غرفها مشيدة من الجانبين، وفي وسطها باحة او حديقة، ثم الردهات التي تتصل بالغرف، غالبية الدجوموس كانت بمساحة 120 متر في الطول و30 في العرض، في الردهة كانت تتركز الحياة المنزلية، فيها تماثيل الاجداد، وقرابين الالهة، وكانت الغرف بالاسرة الثلاثية مخصصة للعشاء ولاوقات الراحة، الضيوف يتكاون على الارائك، اما المخادع فكانت عديدة وكانت تسممى cubiculum . اضافة لذلك كان هناك غرف المطبخ والحمام واقبية تحت الارض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وظيفة السرير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الروح :: الفنون :: الحوار الفكري والإجتماعي والسياسي-
انتقل الى: