اتبع قلبك>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 09/05/2011

"حبو بعضن
تركوا بعضن " هكذا تردد فيروز
"الحب هو بقية القلب " هكذا قلت
وهبتك قلبي أيتها اللحظة القصيرة ؛ أيتها العمر هكذا يحب ان يقال .
لا ادري ان كان هناك ما يسمى الحب ؛ لكنني على يقين ان ما وجدته من قلبي لم يكن الا ذلك الجزء الذي قبضت عليه بيدك ذلك الجزء ظل مشعا ؛ مشعا ؛ ايتها السيدة ؛
كنت اقرا أقاصيصكم ايها العشاق كراكب ضجر على معقد في قطار هذه الحياة ؛ لكن ما شغلني طويلا لم يكن المجنون ولا عمر بن ابي ربيعه ولا كثير ما شغلني فعلا هو مجنون السا الضخم ارغون الذي لا يوازيه في العربية احد ؛ لم أكن لأصدق ان كل العذابات يمكن البوح بها و اعادة انتاجها كحالة تتوهج بين ايدينا و برغم انني متعصب جدا لشخص فرناندو بيسوا شعريا ؛ الا انه في مسألة الحب والعشق كان- بيسوا- شاعرا خذولا ؛ ولم اجد ما يسد رمق هذا الجانب لا في طوق الحمامة على عظمته ككتاب عن الحب ولا في شئ من اقاصيص الاغاني ؛ لقد وجدت ذلك لدى الضخم ارغون ؛ كان دائما يسبقني الى تلك اللحظات الحقيقية التي تدعونها الحب ولا ادري كيف يكون هذا الرجل لمن يحسن قراءته في لغة الأصلية ولكن اثره يصل دائما الي حتى في اسوأ ترجماته
لكن التجربة اعني تجربة التوحد او العشق حتى وان كانت باذخة في التراث الصوفي الا انها لم تصلني بما يكفي كنت ادرك السبب حينها انها التجربة ذاتها انها بصيرة الحب , من لم يحب لن يفهم ما يقال ولن يفهم ما يقال . لا تصدقوا الشعراء صدقوا العشاق , العاشق مشى في دروب تلك البصيرة ما الشعراء فهم يتحدثون عن عمى الحب ؛ لا احتاج للشواهد ولا الاشارات انني سوف ادع قلبي يحدثكم ؛ شعر الحب ليس اعظم الشعر. لكن تجربة الحب هي امثولة الحياة ؛ لم يقل المتنبي كلمة واحده عن الحب ؛ و أظن ان درويش قد مضي به بعيدا ؛ و لم يكن نزار الا مهرج في ليالي العشاق ؛ التراث العربي لا يقول الحب ؛ انه يرويه تلك الاقاصيص والخرفات التي عشنا في عماها زمنا طويلا لم تقل اكثر من دمعة عاشق على فراق حبيبه , حوم ابن زيدون حول أوهام الحب ؛ لكن ابن زريق البغدادي كان عاشقا حقا ؛
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

هناك فرق بين من احبوا ليكتبوا عن الحب كنزار ؛ ومن احب وعبر عنه الحب كارغون ؛ الفرق هنا واضح جدا ؛ فخلاعات ابن ربيعة لم تكن سوى تنويعات على بحر ما تطلبه الاعراب و لعل هذه النظرية هي التي قامت عليها الثقافات الحديثة ؛ فالحب هنا بمعناه التسويقي ؛ يدخل في ارث العولمة ليخرج من باب الروح الى زنزانة الجسد ؛ ما الحب ذان ؟ هذا ما لن يقوله لك أي معلم ؛ هذا ما لا استطيع ان قوله لك انه ما لا يقال هناك من سيحدثك وبشئ من الخفة عن عوارض العشاق والمحبين ؛ لكن احد لن يقول لك ما الحب ؛ هذا ما يجب ان تدركه لتقول مرة واحدة انني اشعر بان هناك من وضع يده في قلبي هو هذا لا اكثر عندما تكتشف ان ذلك القلب تحول من حالة ميكانيكة الى لحظة اخرى لحظة تجد نفسك مقودا اليها بكل جوارحك ؛ غناؤنا العربي تلمس هذه الأعراض و عبرها لكن الشعر كان مضللا لذلك الغناء ؛ ربما اكنت الأطلال استثناء فريدا كأغنية وليس كقصيدة وقد تجد نكته عن الحب في أغنية مثل حسيبك للزمن . الفن البسيط وغير المتكلف ما صنعه الهامشيون في ثقفتنا تلمسوا تلك اللحظات التي اعنيها هناك فنان مغمور جدا وقديم كفوزي محسون كان يعني ما يقول لكنه عن الحب لم يكن يقول كل ما يعني بما يكفي خاصة في جملته الموسيقية ؛ ربما تجد شيئا ذا بال لدى ممسوس كزياد الرحباني لكنه يعبر عن تلك اللحظات كفناء أكثر مما يعبر عنها كخلود
لم تحدثنا السينما إلا باعتبارها لقيطة الفن الروائي لا أتذكر فيلما خالدا عن الحب و إن كنت شاهدت من قريب عملا هائلا اسمه بنجامين بوتن ؛ وكنت و عدت نفسي بان أعيد مشاهدته لكني لم افعل ؛ في كل ذلك لم يقل لي احد ما هو الحب , و كأنك تسأل عن شخص فيصفه لك كل واحد بما وقعت عيناه عليه منه ؛ فأين وقعت عيناك من ذلك الحب ؟
لقد وقعت عيناي على أجمل لحظة جنون سوف تمر بهذا العالم و لو قدر لي لأعيش الآلف السنين لن تمر تلك اللحظة في هيئة امرأة مرة أخرى . تلك اللحظة التي لم أعيها جيدا لألقي عليها بروحي لم أعيها جيدا ألا وهي تبتعد ابتعدت وكان العالم بأسره مضى وراءها و تركني وحيدا بل كأن ما بداخلي من حياة ذهب في إثرها و لو دفعت بقية عمري مقابل ثانية واحدة أعيد النظر إليها اقسم لكم إنني لن أتردد لحظة واحدة فان أعيش تلك الثانية بملئها خيرا من ان عيش مئة سنة شبحا جائلا
أكان علي في تلك اللحظة ان أتذكر تلك العبارة " اتبع قلبك " ولو تذكرتها لما عدت إلى بيتي بلا قلب
ودمتم

عدد المساهمات : 650 تاريخ التسجيل : 08/05/2011

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 09/05/2011

شكرا لك سيدتي
لكن ؟