أوبرا التروفاتورى مأخوذة من قصة الكاتب الأسبانى أنطونيو جارسيا جوتيريز Antonio Garcias Gutierrez والتى تحمل نفس الأسم وقام بالصياغة الشعرية سلفادور كامارانو Salvatore Cammarano لكن وفاته المفاجئة أرغمت الكاتب على الاستعانة بالشاب ليون باردارى Leon Bardare لمعالجة النهاية ولا يخفى على أحد أن الصياغة الشعرية تعتبر أسوأ ما كتب فى تاريخ الأوبرا وينحصر النقد فى أن الشاعر قام بسرد الأحداث بشكل غير منطقى. التأليف الموسيقى للعبقرى فيردى Verdi والذى بهذا العمل يكمل ثلاثة أعمال هامة تعكس التطور السيكولوجى للشخصيات حيث ترجم بموهبته العنف الميلودى والأنسجام والتتابع والتوقيت والألات الموسيقية والأصوات كل هذا فى مناخ تراجيدى حيث تتصاعد وتتنافس رموز النار والليل والأنتقام والموت كل ذلك يترك فينا أثراً نفسىاً عميقاً لا يسهل هضمه من أول مرة. تم عرض الأوبرا لأول مرة فى 19 يناير علم 1853 على مسرح أبولو Apollo بروما والذى قوبل بنجاح كبير خاصة قبل ما يواجه فيردى فشل أوبرا لاترافيتا La Traviata عندما عرضت لأول مرة. تقع أحداث القصة فى مدينة زاراجوسا Zaragoza عاصمة مملكة أراجون Aragon عام 1412.
الفصل الأول (الألم)
خارج قصر اليافيرا Aliaferia فى أراجون ينتظر الكونت دى لونا Conde di Luna بالخارج وذلك للقبض على عدوه مانريكو Manrico . يسرد قائد الحرس فرناندو Fernando الى رجاله من الحرس قصة لكى يجعلهم متحفزين ومستعدين فى أى وقت للقبض على مانريكو... تتلخص القصة فى أمرأة غجرية مسنة تم الألقاء بها فى المحرقة منذ عدة سنوات لأنها نظرت الى أخو الكونت الصغير وهو نائم فى سريره ومن ثم أصيب بمرض فتم الأعتقاد بأن الغجرية قد آذته وتم الحكم عليها بالموت حرقا... لم تحتمل الأبنه أزوسينا Azucena الفاجعة وقررت الأنتقام وأختطاف الطفل بل وحرقه فى نفس المحرقة التى القيت بها أمها من قبل لكن الكونت لم يصدق تلك القصة ويعتقد بأن أخيه ما زال على قيد الحياه. فى حدائق القصر تعترف ليونورا Leonora الى اناس Inez بأنها منذ زمن ليس بعيدا قد قابلت شابا مجهولا أحبته ووضعت أكليل من الزهور على رأسه ومنذ ذلك الحين لم تقابله مرة أخرى الى أن عاد ليغنى لها سرينادا الحب... هنا يحيط الشك بفكر أناس Inez حينما تعلن ليونورا حبها لهذا الشاب المجهول ومن بعيد يسمعان أغنية من مانريكو وتسرع ليونورا الخطى لتحيته. يشعر الكونت بغيرة جامحة ويتحدى مانريكو ليجعله يتألم مثله.
الفصل الثانى (الغجرية)
فى أعالى جبال بيسكاى Biscay يقوم الغجر بالغناء أثناء العمل ومعهم أزوسينا أبنة الغجرية التى تم حرقها والتى لا تزال تعيش مأساة تلك الحادثة البشعة وتلمح قائد الحرس فراندو من على بعد... يطلب منها مانريكو سماع قصتها بالكامل ويشعر بالألتباس عندما تسخر أزوسينا من ذكرياتها وتكمل بأنها قد القت بأبنها فى المحرقه بدلا من أخو الكونت بالخطأ وتقسم بحبها لأمها وبأنها لن تهدأ حتى تنتقم وتطلب من مانريكو قتل الكونت دى لونا لكنه يعترف بأن قوة خارجية منعته من قتله عندما أتيحت له الفرصة. يحمل رسول رسالة الى ليونورا التى تعتقد بأن مانريكو قد قتل عند مواجهة الكونت مرة أخرى وتخطط للدخول الى المحراب لتترهب مدى الحياة. يقوم الكونت دى لونا بأختطاف ليونورا عند طريقها الى المحراب لتنضم الى الراهبات لأنه يحبها بشدة ويتقدم نحوها لكن يقوم مانريكو بأعتراض طريقه ونجاة ليونورا من مصير بائس وعندما تدرك بأن حبيبها ما زال يحيا وهنا يقرران الهروب.
الفصل الثالث (ابن الغجرية)
يعسكر الكونت دى لونا بجانب القلعه التى ذهب اليها الحبيبان مانريكو وليونورا وفى الوقت الذى يغنى فيه الجنود بحماس لأنتصارهم يتوجه فراندو الى زوسينا التى تحكى مأساتها بأنها تعيش وحيدة ومن أجل هدف واحد هو الأنتقام. يظهر الكونت دى لونا ويكشف عن هويته حيث يتعقب أزوسينا بهدف قتلها لأعتقاده بأنها قد أحرقت أخيه عندما كان طفلاً ويأمر بتلقيها نفس مصير أمها... داخل القلعة يؤكد مانريكو لليونورا بأن حبه لها هو الذى أجبره بأن يترك فكرة الأنتقام وفى الوقت الذى يستعد فيه المحبان للزواج يدخل رويز Ruiz مساعد مانريكو ليقطع مناجاتهما وأعلان مشاعرهم لبعض ويخبرهم بأنه تم القيض على أزوسينا وهى مقيدة بجانب المحرقة... يرتجف مانريكو فزعا خاصة عندما يرى من بعد السنة اللهب الحمراء تتصاعد ويسرع لأنقاذ أمه ويقسم بالأنتقام من الفاعل.
الفصل الرابع (العذاب)
يقود رويز ليونورا الى البرج حيث تم أعتقال مانريكو وتستسمح الكونت لتحرير حبيبها من السجن وتعلن أعتزامها أنقاذه مهما كلفها الأمر وتركع أمام الكونت تسترجيه وفى الخفاء تتجرع القليل من السم. فى غرفة السجن يواسى مانريكو أزوسينا التى تشتاق للرجوع الى مسكنها بأعالى الجبال. تسرع ليونورا بأخبار حبيبها بأنها وجدت طريقة لأنقاذه ويسئ مانريكو الفهم بأنها دفعت الثمن من شرفها الى الكونت لتنقذه ويسبها ويلعنها لفعلتها وهنا يبدأ مفعول السم فى الظهور على وجه ليونورا الجميل وتنهار بين ذراعيه وهى تموت من أجله. يشعر الكونت بالضيق عند معرفته بما حدث ويشعر بأنه خدع وبالتالى يرسل مانريكو الى المقصلة وتنهار أزوسينا عند رؤية رأس مانريكو وقد أنفصلت عن جسده وتبكى بحرقة شديدة وتقول الآن قد أخذت بثأر أمى فقد قتل الكونت دى لونا أخيه بيده دون أن يعلم...